Pages

2018-09-15

سهم، قصة بطل بقلم مصطفى كريهما

سهم، قصة بطل بقلم مصطفى كريهما




أعز حمامة موجودة عندي في اللوفت ينحدر من زاجلين برتغاليين كنت أمتلكهما في سنة 1989 .كنت اعشق الزاجل وهذا الذكر(سهم) هو ما جعلني اعشق سباقات الحمام الزاجل ،حيث كنت قد تخليت عن الحمام في سنة 2004.
وكان هو الوحيد الذي عاد الى العش بعد عدة شهور وبعد أسبوع أعطيته لصديق لعدم الإهتمام به لكن (سهم) لم يفارقه الحنين الى موطنه حيث عاد للمرة الثانية أحسست أنه متميز ولا شيء سيبعده عن موطنه الذي نشأ فيه ،لكن هذه المرة أثارني الفضول وكان بجواري هاوي حمام زاجل يشارك في سباقات الحمام وفكرت أن أبعت معه (سهم) كي يشارك به رغم أني كنت انداك لا أوفر له أدنى شيء لا من جهة المكملات او حتّى المسكّن لم يكن له سوى صندوق من خشب ، بدأ (سهم) خوض المنافسة وأخد يتنافس ويبرز مدى قوته حيث كانت المفاجأة في سباق 300 كلم الذي عاد فيه (سهم) متفوق على حمام الهاوي بساعتين ونصف لأن الأجواء كانت جد صعبة وحارة ...أصبحت قوة سهم هاجس يراودني بين الحينة والأخرى كي أجلب بعض الحمام من الخارج وادخل خوض المنافسة وكان هذا هو ما حدث بالفعل ...
اقتنيت أزواج من هولندا وبلجيكا وبدأ الإنتظار كي أنتج فراخ مِن (سهم) ولقلة التجربة لم أكن أعطي الحىصى للحمام مما جعل (سهم) يبحث عنه في الخلاء وهنا ستحكم الأقدار لكي يضيع مني (سهم) في سنة 2008 ترك Lalona وآخوها صغيرين لكن الأم قامت بالواجب وأطعمت الصغار حتى نضجو...
فراق (سهم) جعلني أتهاون في تربية الحمام...

في ليلة من الليالي وبعد مرور سنة ونصف ،كنت جالساً مع صديق لي وبينما كنا نتجادب أطراف الحديث تكلمنا عن (سهم) جذبني الشوق إليه...

فراق (سهم) جعلني أتهاون في تربية الحمام...
في ليلة من الليالي وبعد مرور سنة ونصف ،كنت جالساً مع صديق لي وبينما كنا نتجادب أطراف الحديث تكلمنا عن (سهم) جذبني الشوق إليه...
في صباح تلك الليلة ليلة السبت صعدت لأطعم الحمام إذ بحمامة تحلق فوق السطح منتوفة الذيل شكلها لم يتر إنتباهي فإذا بها تريد أن تحط في المكان الذي كان يعيش به (سهم) مما أتارني، لاحظت ان الحمامة تريد ان تحط عندي لكنها تجد صعوبة في النزول بعد لحظة من الزمن كانت المفجأة التي جعلتني أبتهج عندما عرفت أنه هو (سهم) نعم إنه (سهم) أخدت أًًًُخرج الحمام إذ به يحط على السطح وهو لا يستطيع المشي وكان السبب هو أن قدمه اليسرى مبتورة أخذت دموعي تنزل دون شعور إجتمعت الفرحة مع الحزن أخدت أرمي بعض الحبوب بدء بالإتجاه نحوي دون خوف ليس حبا لي ولكن كان في أمس الحاجة للعون ،بعد ذالك أخذته وقدمت له بعض العلاجات حتى يحس أنه بين أيد آمنة ...
أخد يتحسن يوم بعد يوم و أخدت محبتي تزداد أصبحت معاملتي له خاصة أجلب له كل ما يحتاجه مما جعلني مشتاق لكي أشارك بسلالة (سهم) من أولاد وأحفاد انذاك، بدأت السباقات وبدء الحماس للفوز...
(سهم) إانه بطل وأب وجد للعديد من الأبطال ...
لن يفرق بيننا الا الموت بإذن الله مهما كلفني ...
لا أعلم الصعاب التي خاضها (سهم) في غيابه لكنه برهن على أن حبه لموطنه فوق كل شيء...
أتمنى الا أكون قد أطلت عليكم وللكنني أحببت أن أسرد إليكم قصة بطل علمني أن أتحمل صعاب الحياة مهما كلفتني وأن لا أفارق من أحب وطناً وعائلةً حتى وإن كلفتني حياتي.
مصطفى كريهما



تعليقــات زوار الفايسبوك :