Pages

2018-09-15

حمام الصحراء بقلم الهاوي لقيبي كمال

حمام الصحراء بقلم الهاوي لقيبي كمال



لطالما كنت ولازلت من الهواة المحبين والعاشقين لحمام المسافة الطويلة لتميزه وتفرده عن باقي الحمام فمسافة الألف كيلومتر في الأراضي الصحراوية المغربية القاحلة ليست بالأمر الهين اليسير فليس كل زاجل حتى وإن كان للمسافة الطويلة يستطيع مجابهة الضروف والأجواء الصحراوية القاسية والخروج بأمان من الأهوال الجنوبية للصحراء المغربية والوصول في الوقت المحدد للسباق.


إدن نحن نتكلم عن زاجل من طينة مفارقة لما عهدناه وعرفناه. طير مميز يجمع جميع صفات حمام المسافة الطويلة المتالية والمتعارف عليها فهو ليس بالطيرالضخم دو التكوين الجسماني القوي الدي يوحي للوهلة الأولى بأنه لا يقهر فهدا النوع من الحمام يكون أكبرحجما له عضم صدر قوي يحمل عضلات بارزة تخاله لا يهزم ولا يمكن لأجواء كيفما كان نوعها الحلول دون وصوله إلى اللوفت غير أن الأمر ليس كدلك فهدا النوع من الحمام يصلح لحالات الطقس المعتدل والبارد مع وجود تيارات هوائية في ضهر الحمام تساعده وتدفع به إد يمكن أن يحقق سرعات هائلة..


لكن مثل هاته الأجواء المتالية شبه نادرة ببلدنا المغرب فالطابع الغالب هو المناخ الصحراوي بالجنوب
الدي يكون عائقا أمام متل هاته النوعية من الحمام،فبعد ساعات متواصلة من الطيران يصير دلك الكم العضلي ووزن هيكله العضمي عبئا كبيرا على الفرد إد يشعر هدا الأخير بالإعياء الشديد الدي يرغمه على التوقف أو الإبتعاد عن مساره الصحيح إد يقع صيدا سهلا لشخص أو مفترس ما.
وحتى وإن نجى ولم يؤسر يصل إلى اللوفت لكن بعد عدة أيام . حقيقة هدا النوع من الحمام يمكن أن يفوز في سباقات 800كلم أو حتى 900كلم أو أكتر في حالات من السباقات وفي أجواء معينة لكنني شخصيا لا أحب هداالنوع من الطيور وأكاد أجزم أنها لا تصلح لنا كهواة مغاربة نطمح لتكسير حاجزالألف كيلومتر ولمالا مستقبلا 1200إلى 1400 كلم.


حينما نتكلم عن ما فوق الألف كيلومتر في الأراضي الصحراوية القاحلة نكون بصدد نو ع معين من حمام المسافة الطويلة نوع مختلف كليا عن النوع الأول فهو عبارة عن حمام صغير أصغر من الحجم المتوسط قاسي الملامح ليس بالجميل .تقاسيم ريش أجنحته متوحشة يغلب عليها طايع القوة ملبئة بالفرج مند بداية العشر الخارحي يمتلك ريشا ناعما حريري الملمس عند الإمساك به تضن أنه لا يمتلك هيكلا عضميا فعضامه مرنة لا يمكن فصلها عن الأربطة الوترية وعضلاته المندمجة بريشه إد يشكل هدا التلاحم شكلا خفيفا مرنا غير طيع يجبرك على الإمساك به بقوة مخافة الإنزلاق والإنفلات هدا فضلا عن برودة ريشه وكتافته إد يلعب دور العازل الخارجي .إنه حقا نوع مثير للإهتمام ومدعات للتعجب فهو لا يحمل وزنا زائدا وحجمه الصغير يساعده في الطيران لساعات متواصلة دون بدل مجهود كبير فشكله الإنسيابي المقولب لا يبدد الطاقة أتناء الطيران ، وكدلك لا يتأتر هو وعضلاته من قلة الأكل إد يمكنه الصمود لعدة أيام دون أكل .ولا يؤتردلك على بنيته بشكل كبيرعكس النوع الأول.فبضع حبات يلتقطها من الطريق وشيء من التراب والحصى ورشفة ماء تفي بالغرض... ليواصل مشوار العودة إلى اللوفت....

بقلم الهاوي لقيبي كمال

تعليقــات زوار الفايسبوك :